قصائد مختاره من اشعار الشاعر الفلسطيني فاروق مواسي
( تيسر لي أن أزور أطلال عين غزال ، وبنايات إجزم التي سموها اليوم "كيرم مهرال" )
أطفالُنا مضَوا
(الآخرون من أتَـوا مكا نَهم )
وجرحُنا درى به طيرٌ يرِفُّ فوق أجزمَ التي انزوتْ
وهام في عبيـرْ
كانت منارةُ السحابِ في مياهِها تمور
تَـروي هنا
أو من هنا
عن رونقِ المساءِ في مساربِ الدموعْ
عن طلةِ الصباحِ في افتقادِها الطيورْ
عن شهقةِ الوترْ
عن قُـبلــةٍ ظلت ترافق الشفّه
لعله تأملُّ
أو أنه توغّـلُ
من يقلبُ الحجرْ
- في غفوةِ انتظارٍ لقصةِ الرجوعْ ؟
من يقلبُ الحجرْ ؟
يا لوحةَ المشوقِ للطّلـلْ
إما تأنّى أو تمنّى وامتثلْ
في قلبيَ الذي يئنُّ في الديار
سراجُهُ انطفأ
في حرقةِ الصمتِ المثارْ
وضوءُهُ اتـكأَ
على ملامحِ الظلال
ثم انتثـرْ
يراقصُ المَنونَ ساعةَ الخطرْ
يقول للعَـياء والبلاء :
من يرتمي على فِنائيَ الذي يشبُّ في الجِمار؟
من يبعثُ الجذورَ عند المنحدر؟
حكايةَ الشهيد
لزهرةٍ حمراءَ تبدو في النشيدْ
ونغمةٍ ظلتْ تُعيد :
يا (عين غزال) !!
لكن هذي العينَ في جذرٍ يقومُ فوقَ حَومةِ ابتهال
لا أمسِ لا تاريخُ لا حبٌ يُقال
وكنت أذرعُ المسافةَ التي جاءت اليّ
لكنهم مضَوا
وكنتُ أمسحُ الدماءَ في معارجِ التلال
- لكنهم مضَوا-
فهل قضَوا مع يأسةٍ
أو بوحةٍ ؟
أو قهرةٍ ؟
يسائلُ البصرْ
نداؤهم ينسلُّ في شؤمٍ ويثخنُ الزمان
و (عينُ غزال)
جامدةَ العينينِ ظلتْ في المكان
من ذا سيذكرُ البطولةُ التي انطوتْ ؟
يخضلُّ بالندى ؟
يقتاتُ في عذابِه المـَدى
تجمعتْ أطفالُــهم
بقربِ مدرسه
قد رُدّدتْ
فيها فواتحُ السُّورْ
من بثَّ في أذني قراءةً غدت
زادًا بلا مَعاد ؟
يا برعمَ الصدى
هل تسمعُ الجراحَ هادره ؟
هل تسألُ انتعاشَ حزنِ الذاكره ؟
يا برعمَ الصدى
يا لوعةَ المدى