ولد الأديب فاروق ابراهيم مواسي في باقة الغربية (1941-10-11 م الموافق 15 رمضان 1360 هـ) لوالدين من عائلة رقيقة الحال، وعرف عن والده التدين وحب المطالعة، ولذا حرص على ان يزود ابنه بالكتب الكثيرة التي كان يحضرها معه من يافا في اثناء تنقلاته التجارية، وقد حفظ فاروق منذ يفاعته الكثير من السور القرانية والتراتيل الدينية.
في سنة 1957 اغلقت المدرسة الثانوية في باقة الغربية ابوابها، فالتحق فاروق بمدرسة الطيبة الثانوية، حيث انهى دراسته الثانوية هناك سنة 1959 حاصلاً على شهادة البجروت، وما لبث ان عمل في الصحافة المحلية،وتقدم لامتحانات التربية وعلم النفس، وعلى اثر ذلك عين معلماً في عسفيا في شباط 1961، وظل في سلك التعليم في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في وادي القصب أولا ثم في باقة الغربية، حتى احيل على التقاعد بدءاً من ايلول 1996، ولكنه لا زال يعمل محاضراً في الكلية الاسلامية في باقة الغربية ( بدءاً من سنة 1990 وهو رئيس قسم اللغة العربية فيها)، وفي الكلية العربية في حيفا ( بدءاً من سنة 1998) وقد عمل مرشداً لكتابة الابحاث لطلاب المدارس الثانوية العربية (1995/1994)، وعين عضواً في لجنة إعداد منهاج قواعد اللغة العربية في جامعة حيفا (بدءاً من سنة 1984) وعضواً في لجنة منهاج خاص لتعليم اللغة العربية والتراث للمدارس العربية وعضواً في اللجنة العليا لشؤون اللغة العربية، وكذلك في لجان فعالة اخرى.
وكان عضواً في المجلس الشعبي للثقافة والفنون في اسرائيل، وعضوا في دائرة الأدب ( الممثل العربي في المجلس الشعبي) وكان كذلك عضواً في القسم العربي لمجلس الثقافة، وعضواً في مجلس الكتاب ( بدءاً من سنة 1992 وحتى سنة 2000) وهو عضو مؤسس في مركز الأدب العربي برئاسة د. محمود غنايم.
وقد شغل مواسي منصب رئيس رابطة الكتاب العرب ضمن اتحاد رابطات الكتاب في اسرائيل ( 1995-1982)، وكان الممثل العربي الوحيد في الإدارة العامة. وعند تأسيس (( اتحاد الكتاب العرب في اسرائيل )) شغل فاروق نائب الرئيس فيه (1993-1980)، ولدى تأسيس الاتحاد العام للكتاب العرب شغل أولاً منصب نائب رئيس ثم استمر عضواً مؤسسا فيه.
أما في مجال التحرير، فقد اختير ليكون رئيس تحرير مجلة "مشاوير"- مجلة رابطة الكتاب العرب- (1980-1978)، وكان عضواً في هيئة تحرير مجلة " الجديد" (1993-1990)، وعضواً في مجلس تحرير مجلة (48)، كما أصدر مجلة " الباقة" ومجلة "شموع" في باقة الغربية... وله نشاطات جمة في مجلة"الشرق" وهو من كتابها الأوائل الذين واكبوها، وقد أشرف على العدد الخاص لليوبيل الفضي لها ( العدد الرابع 1995).
وجدير بالذكر ان وزارة المعارف تعهد إليه بمراجعة بعض كتب التدريس علمياً ولغوياً قبل إقرارها، كما عهدت إليه بالإشراف على إصدار بعض الكراسات الخاصة مثل كراس ابن سينا سنة 1980...
ونشط مواسي في برامج إذاعية طلابية -" معلم في الاستوديو" ولغوية -" وقفة مع اللغة" وتلفزيونية تعليمية - " برنامج مسارات".
وقد شارك مواسي في مهرجانات ثقافية عربية في داخل البلاد وخارجها، ونشط قلمه في الصحافة المحلية والصحافة في الخارج، وذلك بتقديم مقالات أدبية وسياسية واجتماعية.
وكان لمواسي نشاطات سياسية في حلقات عربية يهودية كثيرة، وقد كان من مؤسسي الحركة التقدمية للسلام، وعين قبيل استقالته منها عضواً في اللجنة المركزية للحركة، وهذه هي المرة الوحيدة التي انضوى فيها مواسي تحت لواء حزب بصورة رسمية.
أما التحصيل الأكاديمي فقد بدأه في جامعة بار إيلان، حيث درس سنة 1970 موضوعي اللغة العربية والتربية. وفي سنة 1973 واصل دراسته للحصول على الماجستير في الأدب العربي. فتم له ذلك سنة 1976 ( الرسالة كانت "لغة الشعر عند بدر شاكر السياب وصلتها بلغة المصادر القديمة" بإشراف الأستاذ ساسون سوميخ)، وفي اثناء ذلك حصل على شهادة التدريس للغة العربية.
والتحق مواسي بجامعة تل أبيب ليقدم اطروحة الدكتوراة فيها بعنوان " أشعار الديوانيين: العقاد والمازني وشكري" بإشراف: الأستاذ ماتي بيلد.
وكانت محاولات مواسي الأدبية قد بدأت منذ المرحلة الثانوية، فكان ينشر في الصحافة المحلية، وأحيانا باسم مستعار "محمد ابراهيم" و " ابو عقبة" وبعد ذلك أصدر مواسي كتابه الأول سنة 1971، وهو ديوان "في انتظار القطار" بتقديم الأستاذ سوميخ... وتوالت الإصدارات المختلفة.
وقد ترجمت أشعاره إلى لغات كثيرة وابرز ما صدر منها "העצבונים שלא הובנו"، ديوان شعر ترجمه للعبرية روجيه تابور. ومواسي أحد المترجمين المعروفين من العبرية إلى العربية.
وفاز مواسي بجائزة التفرغ للإبداع من وزارة الثقافة سنة 1989، كما حصل على جائزة توفيق زياد للعام 2001، وعرف عن مواسي نشاطه الجمّ في تقديم المحاضرات الكثيرة في المدارس الثانوية والجامعات ودورات الاستكمال، كما عرفت عنه الفعاليات الكثيرة في سنة اللغة العربية (1991)... وجدير بالذكر أن مواسي كان قد فاز في مسابقة القرآن، وحصل على لقب "حافظ القرآن" سنة 1967.
كما عرف عن مواسي دعمه للأدباء الشبان، فأسس لهم " الورشة الأدبية" بدءً من سنة 1980 وحتى سنة 1995.
ومواسي متزوج السيدة عفاف ابراهيم مواسي، وهي مديرة روضات الأطفال في باقة الغربية، ولهما من الأبناء على التوالي: سيد وآلاء ومنجد وجنى وسند ... وقد تزوجت آلاء وأنجبت لمواسي ثلاثة أحفاد عدي وعدن ولين.
ويعتز مواسي كثيراً بمكتبته الضخمة المرتبة التي تسعف الكثيرين من طلاب الدراسات العليا.. وله مراسلات مع كبار الأدباء والمبدعين تدل على اتساع معرفته وشموليتها.